1 دقيقة قراءة

الخلايا النائمة: كيف تعمل الجماعات المتطرفة في الظل؟

احبك

محتويات التحقيق

جاري تحميل المحتويات...

ما هي الخلايا النائمة؟

الخلايا النائمة هي مجموعات صغيرة من الأفراد المرتبطين بجماعات متطرفة أو إرهابية، يعيشون حياة طبيعية داخل المجتمع، من دون أن يظهر عليهم أي نشاط مشبوه. قد يكونون طلابًا، عمالًا، أو حتى موظفين حكوميين. ينتظرون أوامر من القيادة المركزية للتحرّك في لحظة ما، لتنفيذ عمليات مفصلية أو إرباكية.

المصطلح مستمد من “حالة النوم” التي يعيش فيها العنصر؛ فهو لا يُظهر أي سلوك يدل على ارتباطه بالتطرف، ما يصعّب عملية تعقبه.

كيف تتكوّن الخلايا النائمة؟

1. الاختيار بدقة:

عادة ما يتم انتقاء عناصر الخلايا النائمة من أفراد يتمتعون بذكاء اجتماعي مرتفع وقدرة على التخفي. ليس بالضرورة أن يكونوا أصحاب خلفيات دينية متشددة علنًا، بل العكس تمامًا.

2. التدريب والتلقين السري:

يخضع العنصر لتدريب طويل قد يكون نفسيًا، فكريًا، أو حتى ميدانيًا في بعض الأحيان. يتم عزله فكريًا عن المجتمع ببطء، حتى يصبح “جنديًا” مستعدًا للتحرّك حينما تُطلق الإشارة.

3. التكليف بمهمات مدنية:

قد يُطلب من العنصر العمل في مجالات حساسة مثل الطيران، الموانئ، الإعلام، أو حتى القوات الأمنية، كي يصبح نقطة اختراق أو مراقبة للجماعة المتطرفة.

من أين تحصل على التمويل؟

التمويل هو أحد الألغاز الأكثر تعقيدًا في عمل الخلايا النائمة. وعادة ما تتنوع مصادر الدعم بين:

  • تحويلات مالية فردية صغيرة: يتم إرسال مبالغ صغيرة من عدة جهات لتفادي الانكشاف البنكي.

  • تجارة مشروعة كغطاء: فتح مطاعم، متاجر إلكترونية، أو ورش صغيرة تستخدم كواجهة.

  • تبرعات خيرية مضللة: يتم تمرير الأموال عبر مؤسسات خيرية وهمية في بعض الدول ذات الرقابة الضعيفة.

كيف تعمل الخلية؟

الخلايا النائمة لا تتحرك عشوائيًا. بل هي جزء من منظومة هرمية، تعمل غالبًا بنظام “الذئب المنفرد” أو عبر تنسيق دقيق مع خلايا أخرى عند الحاجة.

أنماط عملها تشمل:

  • التجنيد: استهداف الأفراد المعرضين للأدلجة وتجنيدهم بطرق غير مباشرة.

  • الرصد: مراقبة مواقع، شخصيات، أو تجهيز لعمليات لاحقة.

  • التنفيذ: وهو المرحلة الأخيرة حينما تستيقظ الخلية لتنفذ عملية مدروسة.

أمثلة واقعية:

  • هجمات باريس 2015: بعض المنفذين عاشوا في فرنسا لسنوات، دون أي سجل جنائي.

  • خلية 11 سبتمبر: بعض الأفراد عاشوا حياة طبيعية داخل أمريكا، وتلقوا تدريبات طيران، دون إثارة شكوك.

  • خلية القطيف 2017: حيث تبين لاحقًا أن العناصر كانت تعمل في وظائف اعتيادية وتتواصل عبر تطبيقات مشفرة.

لماذا يصعب كشفهم؟

  • غياب السجل الأمني: أغلب العناصر لا يمتلكون خلفيات جنائية.

  • الانخراط في المجتمع: بعضهم يتزوج، يعمل، ويتفاعل بشكل طبيعي.

  • الاعتماد على تقنيات تشفير: التواصل يتم عبر تطبيقات معقدة يصعب اختراقها.

  • المرونة النفسية: تم تدريبهم على ضبط انفعالاتهم وسلوكياتهم بشكل احترافي.

كيف تتعامل الدول معهم؟

الوقاية خير من الردع:

  • تطوير برامج الاستخبارات البشرية (HUMINT) داخل المجتمعات.

  • مراقبة حركة الأموال وتحليل الشبكات الاجتماعية.

  • استخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل الأنماط السلوكية الغريبة.

التدخل الناعم:

  • إدماج برامج “إعادة التأهيل الفكري”.

  • بناء شبكات مجتمعية قادرة على اكتشاف التحولات الفكرية لدى الأفراد.

خاتمة:

في عالمٍ تتداخل فيه الخطوط بين الواقع والتهديدات الرقمية، تبقى الخلايا النائمة أشبه بـ “الأشباح الأمنية”. لا تظهر إلا عند الهجوم، ولا تُكتشف إلا بعد فوات الأوان. التحدي الأكبر أمام الدول لا يتمثل فقط في كشفها، بل في بناء أنظمة تنجح في رصدها قبل أن تستيقظ.


Deprecated: File Theme without comments.php is deprecated since version 3.0.0 with no alternative available. Please include a comments.php template in your theme. in /home2/pkqhximy/public_html/wp-includes/functions.php on line 6121

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *


Deprecated: File Theme without comments.php is deprecated since version 3.0.0 with no alternative available. Please include a comments.php template in your theme. in /home2/pkqhximy/public_html/wp-includes/functions.php on line 6121

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

قد يهمك أيضاً

جاري التحميل...

جاري تحميل التوصيات...